القصة

اتصلت بريشس* بجمعية "هذا لبنان" في 8 نيسان 2021، وهي على سلّم شقة أصحاب العمل في الطابق الثامن فوق “Le Mall” في صيدا. كتبت لنا: "الرجاء ساعدوني. لا يمكنني البقاء في الخارج. فقد أقفلوا باب المنزل." وكانت بريشس قد رفضت العمل بسبب عدم دفع راتبها لمدة شهرين. رداً على ذلك، طالبها أصحاب العمل بدفع 1000 دولار لهم حتى تتمكن من الرحيل.

عملت بريشس لدى محمد وفرح حمود حبلي منذ 23 أيلول 2020 ولم تقبض سوى دفعة واحدة قدرها 300 دولار. بالإضافة إلى عدم الدفع، اشتكت بريشس من "التضييق المفرط عليها من ناحية الطعام"، والعمل فوق الطاقة الذي كان يحرمها من النوم، والاتهامات بالسرقة في كل مرة لا يجد فيها أحدهم ما يبحث عنه في المنزل. دفعها محمد في الليلة التي أقفلوا عليها الباب وتركوها خارج البيت. أرسلت إلينا تسجيلاً صوتياً لمحمد وهو يهددها بتقديم شكوى كاذبة بالسرقة ضدها إلى السلطات. وقال لها: "سأعلمك هذه المرة ما أريد تعليمك إياه. سأحطم رأسك النيجيري هذا." قالت بريشس: "هم نظيفون فقط من الخارج لكن نفوسهم دنيئة".

في صباح اليوم التالي بعد طردها من المنزل، أخبرتنا بريشس أن عائلة حبلي أعادتها إلى المنزل ووعدوها بدفع راتبها. لكن اتضح أن قرارهم مؤقت فقط. فاتصلت بريشس بنا مرة أخرى لاحقاً لتقول بأنها غادرت منزل عائلة حبلي في 4 حزيران 2021. وكانوا يدينون لها برواتب غير مدفوعة قدرها 700 دولار. ذهبت مباشرة إلى قنصلية بلدها للحصول على المساعدة. فتمكنت القنصلية من استعادة جواز سفرها لكن ليس راتبها غير المدفوع.

عندما اتصل مفاوض من "هذا لبنان" بمحمد حبلي، قال بأن بريشس عملت معهم مدة ثلاثة أشهر فقط، وأنها حصلت على أجرها بالكامل وهربت بعد أن سرقت 1200 دولار. وقال بأنه تقدم بشكوى ضدها بتهمة السرقة. لم يكن محمد يعلم أن بريشس قد اتصلت بنا سابقاً في الليلة التي طردها فيها. والأدلة الصوتية ومقاطع الفيديو التي أرسلتها إلينا كانت دليلاً على أنها عملت لمدة خمسة أشهر ونصف الشهر، وليس ثلاثة كما ادعى محمد.

كما أخبر محمد المفاوض أنه يحمل الجنسية النيجيرية وكان صديقاً مقرّباً للقنصل الذي اعتذر له عن تصرف بريشس. لديه عمل في أبابا، لاغوس - أمر له علاقة بجلود الحيوانات.

بسبب الاتهام الكاذب بالسرقة ضد بريشس، فقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً كي تحصل على تصريح سفر. غادرت لبنان أخيراً في 26 تشرين الأول 2022. اشترى لها "هذا لبنان" تذكرة الطائرة. في الأشهر التي سبقت رحيلها، عملت بريشس هنا وهناك في محاولة لتعويض الخسارة التي تكبدتها في العمل لدى عائلة حبلي. ومثل العديد من عاملات المنازل اللواتي ينتظرن تبرئة الذمة، كافحت لتبقى على قيد الحياة وحسب، وأصبح النضال أكثر صعوبة بسبب إصابتها بفيروس كورونا وتشخيص إصابتها بالسل. استؤنفت المفاوضات حال عودتها إلى بلدها سالمة. اتصلت مفاوضة بمحمد لكنه حظرها بمجرد أن اكتشف ماهية الموضوع. للأسف، لم تقبض بريشس الرواتب الذي كسبتها بعرق جبينها وكافحت للحصول عليها.

عندما أتيحت له الفرصة للتعليق على هذا المقال قبل النشر، لم نلقَ رداً من محمد فرح حمود حبلي.