القصة

نعرّفكم على ياسين فواز، الملك رولودكس، مع المليون متابع له على إنستغرام. يحب أن ينشر صوراً له يرتدي ملابس لمصممي أزياء، مع نساء شبه عاريات، متكئاً على السيارات الراقية وملفوفاً بالأوراق النقدية بالدولار. ما لا يظهره حساب إنستغرام الخاص به هو أنه، حسب قول عاملة المنزل لديه، "غبي وشرير ومزيف."

وصلت ليونيلا برسلون أرمامنتو، وهي مواطنة فلبينية، إلى لبنان في عام 2004. عملت لدى صاحب العمل الأول لغاية عام 2015، أي لمدة 11 عاماً. لقد نالت معاملة جيدة وكان عملها موضع تقدير. في عام 2015 رغبت بالتغيير، لذا سألت سيدتها عما إذا كانت ستوقع على إعفاء من العقد. وافقت سيدتها وتم إخلاؤها إلى ياسين فواز، الملقب بالملك رولودكس، الذي وجده وكيلها لها. لم تسِر الأمور على ما يرام مع ياسين. تكتب ليونيلا: "إني أرهق نفسي بالعمل من أجله ليل نهار. أحياناً أبقى مستيقظة حتى الرابعة صباحاً. وكل الذين في المبنى الذي يسكن فيه يعرفون ذلك. أغسل سيارته كل يوم." وبالإضافة إلى العمل الشاق، كانت ليونيلا قلقة لأن ياسين لم يعمل لها تصريح عمل أوتصريح إقامة. وقد تعرضت للتعنيف الجسدي أيضاً، حسب قولها.

"إني لا أكف عن البكاء، لأنه يضربني بالشماعات، تعرفون علاقة الملابس. لقد ضربني على ظهري."

ولم تقتصر إساءة معاملته على عاملة المنزل - فقد كانت صديقته حينذاك تلقى نصيبها أيضاً. في 18 نيسان 2019، لم يعد بإمكان ليونيلا تحمله. هربت من المنزل في الخامسة صباحاً.

"هربتُ لأنه كان يضربني وأنا أعمل ليل نهار ولا يعطيني راتبي في موعده."

 في تشرين الثاني 2019، اتصلت ليونيلا بـجمعية "هذا لبنان" تريد العودة إلى الفلبين لكن ياسين احتفظ بجواز سفرها ولم يكن بمقدورها دفع غرامات تجاوز مدة الإقامة التي فرضها الأمن العام. كما أنها طلبت المساعدة في الحصول على راتبها غير المدفوع بقيمة 700 دولار من ياسين.

اتصل "هذا لبنان" مع ياسين وطلبنا منه دفع الغرامة والراتب المتأخر. فحظرنا. ثم اتصلنا به من رقم مختلف قائلين "نحاول منحك فرصة لإصلاح الوضع." قلنا له إن لم يدفع، فلن يكون لدينا خيار آخر سوى النشر. رد بقوله أنه سيغلق موقعنا على الإنترنت واتهمنا بالابتزاز. قلنا له: لا نريد أموالك. أنت بحاجة إلى البحث عن معنى الابتزاز في القاموس. نريدك فقط أن تدفع ما تدين به لعاملتك." ثم اتهم ليونيلا بالسرقة من منزله والهرب لأنها "أرادت أن تكون خارجة عن القانون". قال: "لقد رفضت العودة إلى الفلبين مع أنني اشتريت لها تذكرة وهدايا." وعندما تحققنا من الأمر مع ليونيلا بشأن التذكرة والهدايا، أنكرت بشدة أنه اشترى لها أية تذكرة أو هدايا. كتبنا إلى ياسين، "أرسل لنا إثباتاً عن شرائك للتذكرة وعن إقامتها في السنوات التي عملت فيها لديك." فقال: "لست مضطراً إلى مشاركة أية أدلة معكم." طلبنا منه مرة أخرى دفع الغرامات كي تتمكن من المغادرة، بما أنه كان يبقيها لديه بدون وثائق. فطلب منا أن ننشر. وحسب قول ليونيلا، فإن ياسين لديه الكثير من المال ويمكنه بسهولة أن يدفع للذين في الأمن العام. لكننا أوقفنا النشر من أجل سلامتها.

في نهاية المطاف، أعادت سفارة الفلبين ليونيلا إلى وطنها في 26 أيلول 2020. والآن  ليس هناك خطر عليها إن قمنا بالنشر. لقد سمعنا أن ياسين أحضر منذ ذلك الحين عاملات منازل أخريات. كانت إحداهن مسجلة باسم أخيه غير الشقيق (لوالد ياسين  زوجتان).