بريسيلا أبياه، عاملة منزلية تبلغ من العمر 30 عامًا من غانا، تعيش في بلدة زحلة الصاخبة، ومنذ عام ونصف وهي تحاول بصبر استعادة مبلغ 810 دولارات كانت قد ائتمنت عليه رجلًا يُدعى إيلي توما لتحويله إلى عائلتها.

كان إيلي يدير محلًا للهواتف المحمولة والإلكترونيات يُدعى "Cellcoholic"، وعلى مدار أكثر من عام، كانت بريسيلا ترسل المال بنجاح إلى وطنها من خلاله، وكانت تتلقى إيصالات عن كل عملية تحويل. في ديسمبر 2023، سلّمته مبلغ 810 دولارات لإرسالها إلى والدتها المريضة في غانا، لكن الأموال لم تُحوَّل قط.

لم ينكر إيلي استيلاءه على المال، بل أرسل رسالة إلى جمعية "هذا لبنان" يقول فيها: "أعرف أنني أخطأت بحق بريسيلا، لكن سيدتها وهي تعلمان أنني لست سيئًا، كنت بحاجة، كنت في ورطة." في البداية، قام بإعادة مبالغ صغيرة وعلى فترات متباعدة، لكنه، وعلى الرغم من العديد من الوعود والأعذار والاجتماعات المؤجلة، فشل في إعادة المبلغ الكامل. تارةً يدّعي أن الأموال محتجزة لدى شركة تحويل أفلست، وتارةً أخرى يختفي ويتجاهل بريسيلا ومَن يدعمونها، بل وذهب إلى حد الادعاء بأنه خارج البلدة في أوقات تسديد الدفعات. وحتى تدخل أصحاب العمل لدى بريسيلا لم يُثمر عن شيء.

أسهل الأشخاص الذين يُسرقون هم العمال المهاجرون – فهم غالبًا ما يخشون اللجوء إلى الشرطة. وبفضل مفاوضات قامت بها جمعية "هذا لبنان"، أعاد إيلي مبلغ 400 دولار، لكنه لا يزال مدينًا لبريسيلا بمبلغ 410 دولارات. لقد كانت صبورة للغاية معه، وقبلت تأجيل الدفع مرة تلو الأخرى. لكن بعد أكثر من عام ونصف من الوعود الكاذبة، نفد صبرها أخيرًا.

ومن المحتمل أن إيلي قد سرق أموال عامّلات آخريات أيضًا.